بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 25 سبتمبر 2011

ويبقى الأمل














عجباً نقضي هذه الحياة بظروف قاسية نستلهم الأمل من عبق الألم ونتنفس الحياة من رائحة الموت ونستبق الأحداث من عداد العمر ونظل نتأمل وننتظر بزوغ الفجر وعندما تشرق الشمس وتقشع جدار الظلام نجدها حياة بألوان مختلفة عمّا كنّا نتصوّر طوال تلك الليلة
....
قلبي ما عاد يحتمل الصدمات والشعور يسجيني بأني واهية أصبحت كمن فقد الطاقة ويحتاج لإعادة شحن أو كالمركبة حين ينفد منها الوقود فتتوقف بلا حيلة على أمل الوقود
....
عجباً وربي عجباً كلما تاقت نفسي لفرحة وإلى الشعور بلذة الأمل صفعتني الظروف بخيبة أمل وكأنها رسالة قوية أن الطريق الذي كنت سأسلكه طريقٌ خطأ.. لأتراجع رغم أنفي
رغم رغبتي للإنتاجية وللمثابرة إلا أنّ مقلّب القلوب يدبر شئوني ويثني نفسي عن قراري
كثيرة هي المواقف المؤلمة التي نستنتج منها العِبر ونتعلم منها الدروس وترسخ على إثرها القناعات مهما كانت الضربات قاسية إلا أنّ بعض النفوس لا تتأدب ولا تستيقظ إلا بإشارة تنبيهيه قوية كالطفل الذي يرى ألسنة النار تتمايل بكل دلال ولونها الناريّ
اللامع يناديه تتوق نفسه بلهفة وابتسامة للتشبث بألسنتها فتأخذه أمه بقوة خوفاً عليه فهو في طريق الخطأ لكنه لا يعرف سبب تلك القبضة القوية من أمه ليبكي بكائاً شديداً يعبر عن ألمه من قبضة أمه وقد ينزعج منها في تلك اللحظة وكان جديرٌ به أن يعانق أمه ويبتسم لها ويشكرها حيث أن ألسنة النار كانت خطيرة إلى درجة احتراقه لولا أنه كان يمشي برغباته
...
نعم كنت في أقصى درجة من الحزن قبل ثوانٍ قليلة منذ كتابة هذا المقال لكن بمجرد أن قلتُ:لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأنا أبكي بكائاً صامتاً مليءٌ بالرجاء وقلبي يستغيثُ المولى بكل صمت لأن يرحمني الله .. كأنّ من سكب في قلبي السكينة والطمأنينة ونزع من قلبي العَبرة وشعرتُ بأني دموعي تتلاشى لأنني أؤمن أنني أتعامل مع أرحم الراحمين الذي إذا وعد لم يخلف فلا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين ..وصدق الرسول عليه السلام حين قال { من قال لاحول ولاقوة الا بالله كانت له دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم }


لولا الله لا أدري كيف كنتُ سأكون من هول المصائب والهموم التي لا يحتملها قلب! ولعله الخير قادم كالبستان الأخضر الذي ينبت صباحاً وبعدما كانت السماء تُرعد والظلامُ دامسٌ والأشجار تتصافق من شدة العواصف ولكن الأمل يكمن في تلك السحُب الماطرة كنا نظن أننا لن نرى الشمس لكننا أصبحنا والشمس مشرقة والحدائق باسمة والأرض مُتنفسِة ولا زلتُ أرى الأمل يدنو..ويبقى الأمل

.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

كلمات مميزه ...
رغم الالم يبقى الامل ...

أرشيف المدونة الإلكترونية