بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 نوفمبر 2009

.’’... , آفاق التأمل , ...’’.


.’’... , آفاق التأمل , ...’’.
هُنا؛ كانت حروفي تنساب من عين القلم على خد الورق بنزوح الخنوع
المتقوقع في غرة حزن تجلب التصور من الخيال نحو ثغرات الجبال تسكب دماء الجروح بنمط التقطير الصامت يسوده الغموض لغربته عن العالم..أي نعم يبكي الجبل وبكائه جليل حين تتدفق قطرات هادئة من جوف الصخور الشامخة , فتتساقط قطراته أدنى الجبل في مستنقع الصمت بسيمفونية تتقافز ألحانها الصلدة قطرة تلو قطرة ليس خريراً وليس صخباً لا يعيه أي حس إلا الحس الشاعري , الذكي.
إذ أنها دموع لا تجففها المواساة ودموع لا تحبسها الصخور وفي بكاء الجبال أيضاً البكاء القهري!! ؛ في لحظة يجول غضب الطبيعة حول الجبال أمطارٌ ورياح رعد ورعب ,لكنها ترتكن هكذا؛ بشموخها وتكتفي أن تنفجر بتدفق ؛شلالات صارخة تزيد الجبال روعة نستمتع بمنظرها إن لم نكن نتلذذ بجمالها تماماً كما يكون التلذذ – ببكائنا –تضاد الجبال مع غضب الطبيعة شبيه بتشابك الإنسان مع طعون البشر حين تكون أصل الأصالة ثابتة وحين نحتمل سراب الأمل ونحتمل القسوة ونحتمل صدى الصراخ ونحتمل الارتحال عن
المؤازرة نبكي بصمت وشموخ لا نسمح لرؤوسنا أن تنثني نحو الانكسار بل نواجه جبال المصاعب بقلبٍ شجاع وبنظرة واثقة فهذه الجبال ليست سوى حصى متراكم نستطيع بلحظة صمت تحطيم هيبتها وبسهولة تصبح صخورها فتات ناعم الخذلان تجعل الألم ينقشع وتشرق بعده الحياة ونعلو فوق الركام المتكدس خضوعاً فنرقص عليه رقصة الهدوء بتناغم البهجة فائقة الصدق
تقمص وتكوُّن احتواء وتبعثر إبكاء وتبسم هجوم وتروي إرضاء وتذمر كل ذلك كان يتقلص تحت سقف التجاهل وفي قلب متوجس بالوحشية ولمخلوق أفناه الألم من عبق الأمل ..اليوم أدركت حقيقة عززت بداخلي الثقة بالنفس؛ وهي أن هؤلاء البشر بتعدد مستويات الثقافة والدين والشهادة واختلاف الأجناس واللغات جميعهم في نفس المركب لا يعلو احدنا على الآخر مهما تفوقت الاختلافات وأبدعت الهوايات وتفاقمت القوة واخترقت إلا أن الشراكة بيننا ترتكز على الضعف بلحظة الصدمة (وخُلِقَ الإنسان ضعيفاً)والذي يجمع العالم بتآلف وانسجام أو تعسف ونفور هو اختلاف العوامل النفسية ممزوجة بصدمات الحياة بسببها تحدث الصدف الجميلة وترتقي وبسببها ترحل القلوب الجميلة فنحزن تماماً ؛مثل من" يملك شهادة علمية يعامل الآخرين بشهادته فإما أن يهديهم المعلومات والحقائق والاحترام وبذل الجهد لتوصيل المعلومة وبتالي حتمية حدوث التآلف الإنساني ؛ وإما أن يكون متشبع بالاعتزاز بشهادته والتفاخر والغرور فيكون تعامله مع أي موقف بتمحيص محتدم ينتج عنه تدني في رغبة التجاوب ينتهي بقرار التعسف فيدير ظهره متظاهر بالانشغال الكثير ولا يبالي بالإنسانية ينتج عنه نفور لا يمكن أن يقاربهأتسأل في نفسي هل يعقل أن التواصل الإنساني اليوم تغير مفهومه و أصبح مادي بحت؟!! ولماذا يحدث بين البشر سلوك الكبرياء خاصة أن الكبرياء صفة مكتسبة يصقلها الفرد في نفسه؟ لماذا نعتقد أن مقياس الاندماج بين الناس هو المال أو الموروث العائلي أو المناصب العملية أو الشهادات العالمية ولماذا يكابر الرجل عن التواضع ولا يعترف بأنه رجل لكن لديه مشاعر مختزلة وأن تعترف المرأة وتقول أنا أنثى لكن لدي فكر مختزل وأن يقف الكسير ويقول أنا مظلوم لكن حقي مأخذه بيدي وأن يعترف المتغطرس بقسوته ويقول أنا أخطئت لكن الإصلاح وارد؟ لماذا لا يحدث تبادل متواضع عفوي بين الإنسان والإنسان الآخر لماذا الذي فكره علمي بحت لا ينسجم مع قلب عاطفي جداً إلا بطريقة متسلطة علمية ولماذا السفيه لا يفرق بين الخطاب مع الذي يحترمه وبين الخطاب مع المعتوه؟؟ لماذا نظهر للعيان بأجمل حلة وتفاني وإذا تعثرنا بقدم شيخ كبير اتكأ في الرصيف ليستريح ننفض الغبار من أثوابنا خوفاً من أن يرانا أحد ونعقد الجبين تذمراً ولا نمسح على تجاعيد الشيخوخة من على جبينه أو بكلمة طيبة جديرة أن تطفئ غليان خفي من صدمة أزمانه أم هو إنذار حقيقي لتلاشى وانعدام التواجد الوجداني الحقيقي المصداقي!!

هناك تعليقان (2):

عُلا الشكيلي يقول...

صدقتِ وصدق قلمكِ ذو الحبر الشهي .

متابعو يا رحمة .

ودي

رحمة الهاشمية يقول...

يسعدني وجودك غاليتي

أرشيف المدونة الإلكترونية