بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 12 ديسمبر 2009

نحن الشباب ..من يهتم بعقولنا ؟

بسم الله الرحمن الرحيم








إجازة العيد كانت في الشرقية في مدينة المطيوي الخلابة بطبيعتها ..كنت منشرحة الصدر ومبتسمة وقليلة الكلام لكني كثيرة الشرود الذهني!.. من بين الأمور التي جعلتني أطيل التفكير حولها حين شاهدت في السيارة لمقطع فيديو (بلوتوث) لشاب عماني مفارق الحياة أمام الناس وقد شنق نفسه حتى الموت والسبب ضحية الحب...لا أدري ما هو سبب تناقل الفيديو بين الاجهزة هل هو فضول ؟

أم هو استخفاف بالحدث؟

في الحقيقة لا أدري لكني شفقت كثيراًَ على حال ذلك الشاب الذي رضى لنفسه الموت أمام الناس في لحظه ضعف...نعم إنها لحظه ضعف لحظه انهزامية أمام الحب لحظه غياب العقل وحضور المشاعر ..العقل له قيمته عند الانسان والمشاعر لها قيمتها عند الانسان فحين تتأرجح كفة المشاعر وتفوق ميزان المشاعرعن كفة العقل ينتج عنه تصرف جنوني تماماً كما هو الحال عند تأرجح كفة العقل ويفوق ميزان كفة العقل عن كفة المشاعر ينتج عنه تصرف قاسي يدفعنا للنفور..غالبية العقلاء يستنكرون الانتحار وكل علماء الاديان لا يجيزون قتل النفس لكن إلى متى سنظل نلقي اللوم ونشهر أصابع الاتهام إلى المخطئين بدون معايشة المواقف بقلوبنا قبل العقل نعم فهذه الطريقة حتمية ستعالج المشكلة سئمنا من التجهم والاستنكار والتعسف في الرأي نريد قلوب تشعر بهمومنا بمشاكلنا لا نريد فكر جاف والله ما حصدنا من الجفاف سواء العناء والانتقام ...أعجبني مقطع لشيخ دين وهو يلقي محاضرة في احدى مخيمات بالسعودية تخيل اخي القارئ تخيل أنك شيخ دين معروف لك مكانتك بين الناس ويأتي إليك شاب الساعة 2صباحاً يتصل بك بدون مراعاة للوقت إتصل بك وهو بحاجه لمن يستمع له ثم قال :يا شيخ أن تاجر حشيش ...وقبل قليل انتهيت من بيع مجموعة حشيش كبيرة وأنا الآن أشعر بتأنيب الضمير وأريد التوبة وبالمقابل هذا كيس من ما تبقى من الحشيش....! كيف سيكون تعاملك -يا من تقرأ حروفي- هل ستتصل بالشرطة !! أم ستغضب !!

لا أدري كيف سيكون ردود الفعل منكم لكن ذلك الشيخ ضحك له وقدم له النصيحة برحابة صدر وكأنه لم يجرم وأخذ الكيس وسحب عليه السيفون أكرمكم الله والشاب أقلع عن جرمه بكل هدوء بطبيعة الحال نحن نفتقد لعلاج المشكلات بالطرق السلمية دائما نهول الأمور ونضخم المشكلات ونقدم مساوئ الحدث قبل محاسن تركه!


وهذا السبب الذي يدفعنا نحن الشباب وأنا شابة وأتحمل مسؤلية كلامي هذا الذي يدفعنا للمماطلة وجعل مجاريات الامور في حياتنا تزداد سوء!

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية