بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

اجتياح قلم خلف الكواليس



الموضوع يسلط الضوء على ابنك وابنتك وأخيك وأختك؛ وهم لاهيين عنك في ظلام المراهقة وخلف الكواليس, منغمسين في فن التقمُّص الخاطئ.. في إحدى الأيام أعطتني فتاة دون سن العشرين؛ الذاكرة الومضية أو ما يسمى بال ( flash memory ) لأتعرف على صديقاتَها بالصور..وقمت بإدخال ذاكرة التخزين في الحاسوب المحمول.. ولكني اضطررت أنا أؤجل مشاهدتهُ لوقتٍ لاحق لمانع عارض, حيث سنحت الظروف لي؛ في اليوم التالي مشاهدة ما يحتويه الفلاش من ملفات بعد ما سمحت هيَ لي بذلك..؛ فوجدتُ صورا غريبة ل(طالبات الثاني عشر) كن يلتقطن الصور كذكرى بينهن.. الغريب أن حركات لليد التي تكررت في أكثر من صورة كانت توحي أنها حركات مقتبسه من المجتمع الأجنبي ..والأغرب ما تضمنته صوراً أخرى كان فيها تركيز الكاميرا على الأحذية والجوارب وإكسسوارات غريبة في أكثر من عشر صور أي أنّ تصوير الأحذية والجوارب وتلك الإكسسوارات والحركات لم تكن خطئا؛ بل كان لها معنى لدى تلك الفئة.. بالطبع كل عاقل يشاهد تلك الصور تُعد بالنسبة له سخيفة فهي صوراً لا تنم عن نضج فاعلها؛ وقد تساوي صورة حائط ليس له معنى, وبالتالي سيغض الطرف عنها تماما مثلما تجاهلتُ أنا ذلك؛ واعتبرتها صورا تعكس شخصية فتاة محددة وليست حالة عامة..

و بعد شهرين..
في إحدى الأيام فاضت بي حالة ضجر جعلتني أشاكس فتاة السابعة عشر لأشاهد هاتفها.. لم يكن تطفلاً أو رقابة إنما دُعابة أحدثتُها لكسر الروتين آنذاك فسمحت لي بذلك؛ توجهتُ إلى أستوديو الصور, صعقتُ مما رأيت ..نفس الصور التي كانت عند فتاة الثاني عشر تتجدد مع هذه الفتاة ! تصوير للأحذية والجوارب وحركات يدوية وبعض الأساور الباهتة نفس الصور باختلاف الشخصيات والعُمر والمجتمع !!
في الحقيقة شعرتُ بالغضب لكني التزمت الصمت فهي صور توضح للعيان أن الغزو الفكري نجح وانتصر في السيطرة على عقليات بعض من أبنائنا فماذا عسى أن أقول ..
لولا أن قطع سؤالها حبل أفكاري
قالت : ما رأيُكِ في الصور؟

قلت لها : في الحقيقة محزن جداً أن تحتفظين بهذه الصور التافهة

فأجابت بابتسامة باردة :صور عادية ما فيها شيء

قلت بغضب: عادية! هل تعرفين ما معنى تصوير أحذية وجوارب ؟!!

قاطعتني قريبة لها (مُدافعة) : ما بالك يا رحمة هي صوراً عادية..

أخذتُ نفساً عميقاً
وقلت بهدوء: لا ليست عادية هذا يدل على "الانحطاط" في كل شيء هل يمكن أن أعرف من أين لكما بتلك الحركات؟

فقالتا بإحراج : كل الطالبات يفعلن ذلك في المدرسة
فقلت :هل يحدث هذا الأمر أمام المعلمات!
فقالتا: كلا..لا يمكن
فقلت : إذاً هناك خطأ ..من علمكما تلك الحركات ؟
فأجابت بابتسامة باردة: إنه إيمي شخصية مشهورة له ذوق خاص في اللباس والإكسسوارات وحركاته ..حتى أن ملابسه و إكسسواراته منتشرة في الأسواق لكن للأسف ليست متوفرة هنا حالياً
قلت بابتسامة ساخرة: لن أدع أشباه ايمي يكبلون عقولكم خلف الكواليس.

وها أنا هُنا أيها القراء الأعزاء.. أطفئ النار التي تطبخ عقول أبنائنا وبناتنا لا لن أسمح بواقع مظلم؛ فهؤلاء المراهقين والشباب متسربلون
في طرقات الحداثة ومهووسون بالصرعات الجديدة ونحن ننتظر تفوقهم العلمي بلا متابعة!!..
والإعلام يصفق ويصفر لكل ظاهرة سيئة من خلال الأغاني الأجنبية والعربية الهابطة ومن خلال الدراما بما فيها الأفلام والمسلسلات
بجميع اللغات المترجمة للعربية وكذلك من خلال المجلات والجرائد ورأس الهرم الشبكة العنكبوتية..
أفلاذ أكبادنا يخبئون في هواتفهم وحواسيبهم الدمار وينشغلون بتفاهات تهدر طاقاتهم وتُضيع أعمارهم ويستخدمون التقنيات بأساليب
خاطئة ..أيها الأفاضل ليست الرقابة أن نطمئن من نوم البنات في غرفهن ولا نعرف صديقاتهن في الهاتف أو في الشبكة العنكبوتية وليست

الرقابة أن نتشدد في المتابعة بأسلوب الشك أو العنف أو الحرمان الرقابة تكمن بالحب والحرص والمداراة.. وليست الثقة أن نلقي جميع
التقنيات في أحضان الأبناء وننشغل بمصالحنا لنقول للعالم :لم نقصر تجاه أبنائنا" ,من قال أن الترفيه أن نسمح بالحرام يصبح حلال فكل
مسموح هو في الأساس محرّم؛ أم وصل بنا الحال رفض (تعاليم الدين) ! أم شرع الحرية يتيح للجميع الخوض فيه بلا حدود عوضاً عن
الإسلام السليم.. أيها القارئ أينما كنت ومهما كنت أدعوكم لانتشال المراهقين من وحل الضياع هم بحاجة للدفء الأسري والوئام والاحتواء
كفى نظرة تعسفية لهؤلاء الأبناء كأن نعتقد أن الحب في السنتين الأولى من ولادة الأبناء كلا؛ أبنائكم بحاجة إليكم في كل وقت لا تتركوهم مع
التقنية التي تتمثل بالتسلية وهي تخفي مخالبها؛ هيئوا أبنائكم أن يكونوا أفراد مُحركّين المجتمع بطاقاتهم الخفية الابن برجولته وتحمل
المسئولية وبالاهتمام والالتزام الشرعي والابنة بمواهبها وقدراتها وأخلاقها..

إضاءة:: انتهز فرصة القراءة للتغيير ولا تنتقد أو تتغافل فالنصيحة هنا تأتيك في طبق
من ذهب..بدون مقابل ..

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية