بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

قصة قصيرة


(هكذا تكررنفس القصة كل يوم مع هذه الفتاة باختلاف الأيام)
رأيتها تجلس على الرصيف بأسى تأملتها من بعيد وهي في حالة من التوتر تعبث بساعتها التي كانت ترتديها وتنزعها بين الفينة والأخرى ولم أستطع أن أفك لغز تصرفاتها التي امتزجت بين الخوف والتذمر وبين مشاعر كثيرة بدت لي مطاطية في الاضطراب لكني أعرفها جيداً وأعرف أنّ جلوسها خارج البيت هو لعارض قوي وسيناريو جديد مع أسرتها..استودعتُ أشيائي عند صديقتي وقلت لها: سأعود في الحال توجهتُ بخطى مُسرعة إلى الفتاة لأتفقد أحوالها قلت لها : مرحبا غاليتي هل من جديد؟ وبدأت حديثها بصوت يرتجف تقول: أين أنتِ جئتُ إليكِ لأخبرك عن ما حدث لي ولم أجدُك فعدتُ بخيبة أمل أخبريني هل يعقل أن أبكي وأضعف وأنهزم أمام الناس حتى يقتنعون بأنني لستُ متحجرة المشاعر ؟! غطّت ملامحها بلثام حجابها لتخفي عبرتها فبكت وقالت: في الصباح من هذا اليوم أخذت رزمة ملابسي ولم أكن أدري أن تلك الرزمة كانت تحتضن (عقرب سامّة و سوداء ) إلا بعد أن أخذت قطعة من ملابسي لارتدائها فسقطت العقرب في الأرض..واقشعر بدني فتمالكتُ أعصابي .. حتى ارتديتُ الرزمة وأنا أرتقب تحركات العقرب بينما خفقان قلبي وصلَ دماغي من شدة الفزع لكني لا أصرخ ولا أتكلم حتى لا يجزع أبي وأخوتي. خرجتُ منطلقة وكان ريقي قد نشف فهرعتُ مفزوعة لأخي الأكبر فقلت: هناك عقرباً ..هناك عقرباً ..فأجابني ببرود : عقرب وأنتي بهذه القوة! قلت وأنا مختلطة المشاعر: أنت لا تدري ما أشعر به الآن.. فزاد جرعة من التحقير: لابد أنكِ تفعلين أمراً بالخفاء وعاقبك الله بهذه العقرب فلماذا انتِ بالذات والمكان خالٍِ من العقارب؟! فخرجتُ من
البيت كالعادة مُحبطة وجئتُ إليكِ لأشغل نفسي عن البكاء ولكني لم أجدك فجلستُ هنا حتى لا يراني أحدهم وأنا أغالب دمعتي والحسرة تخفق في قلبي ثم ارخّت اللثام ونظرت إلى عيناي وقالت: تمنيت أن يقول لي أحدهم حمدلله على سلامتك !.....فاعتدلتُ في جلستي ومسحتُ على رأسها وقلت بصوت خافت: أنا هنا لأقول لكِ الحمدلله على سلامتك ..فارتمت في حضني وقالت: لا أدري لماذا يتصورن أنني متحجرة المشاعر؟وبكت حتى علا صوتها
سأنتظر ذلك اليوم الذي لا أراها تجلس خارج البيت حتى لا يغويها الشيطان لمسالك انتقامية في حين انشغالي عنها

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية