بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 12 يونيو 2011

برودة دم ..علي عبد الله صالح









لابد أن منّا من لا يزال يتفكّر ويتعجب من الانقلابات الشعبية على الأنظمة السياسية العُليا لدول عربية كُبرى, كُبرى في عدد سكانها وفي علاقاتها الدولية الدبلوماسية, ترابط كبرياء دِوَلِهم في تعاظم الظلم والاستبداد, كانوا خانعين للسياسات الأمريكية والإسرائيلية كــ حُسني مُبارك الذي كان ينام قرير العين ضارباً عرض الحائط مصالح شعبه ومكتفياً بالثروات المالية والمادية له ولأسرته وتحقيق مصالح إسرائيل, بينما الشعب ينامون في أسوأ حالاتهم. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء الحق لكل مظلوم واستجمع الشعب المصري قواه, وانطلقت الثورة هائجة كالطوفان تأبى التوقف عن إطاحة الرئيس حُسني مبارك حتى تحقق قول الشاعر (إذا الشعبَ يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر) في هذه الأثناء ارتعب بقية الحُكام ولكن ارتعابهم لم يكن ناضجاً فكان استعدادهم وردود فعلهم عسكرياً أو تهميشاً فظنوا أنّ العدوى إن انتقلت فيمكن علاجها بالركل والضرب مثل (الرئيس اليمني علي عبد الله صالح) الذي استخدم القوة لردع المتظاهرين!! ومثل (القذافي) الذي نزل في بادئ الأمر مؤيداً للمظاهرات كطريقة تعبيرية تصف مدى "استهزائه بشعبه" وانتهى به الأمر إلى التقتيل والإبادة الجماعية حتى تحولت ليبيا إلى حرب أهليّة ...
إلى سوريا والأسد الذي حطّم الأرقام القياسية في القمعية والاضطهاد وإراقة الدماء غير مُبالٍ بالنتائج الوخيمة كبقية الحُكّام مِنْ سبقوه,

.....

....

...

...




ما أود أن أقوله من خلال هذا المقال عن هذه الصورة التي التقطّهُا من شاشة (تلفزيون الشرق الأوسط) للرئيس علي عبد الله صالح وبرودة أعصابه في الإجابة والحديث عن الأسئلة المطروحة له في المملكة العربية السعودية, ألا يعلم هذا الرجل أنه مسئول عن كل قطرة دم تُهدر على أرض اليمن؟!
والمشهد لا يقتصر على برودة أعصاب فقط بل انعدام الإحساس بالمسئولية بل وتدل على الأنانية المبنية على تقديم مصالح الذات والتغاضي عن مصالح الغير.. أبناء اليمن تُراق دمائهم على الطرقات, والنهار في اليمن تغيب فيه شمس الاستقرار وتشرق شموس الزعزعة والارتباك الأمني, الليل في اليمن أرق وترقّب وخوف شديد يخترق جدران المنازل رصاص الموت ..فوضى عارمة تكتسح اليمن وسوريّا وليبيا ولا يزال الحُكّام في واد والشعوب في وادٍ آخر !

أحياناً عندما أشاهد الأوضاع في اليمن وسوريا وليبيا أقول في نفسي: ليّت الشعوبُ تهدأ وتكتفي بهذا القدر من إراقة الدماء لكن سرعان ما أعود وأقول: فليستمروا حتى يستلموا مقاليد حكم بلدانهم فهؤلاء الحُكّام يظنون بأنهم وارثون الأرض والمُلك عندما أخذتهم العزة على حساب هدر الدماء وزهق الأرواح وتشتت أسر وترويع الأطفال وتطبيق قوانين تُخالف رغبات الشعوب ... ونشر الفساد الأخلاقي ووضع الشعب تحت خطوط الفقر والجوع!
ــــــــــــــ
ليت الشعوب المتبقية تتعلم الدرس وتأخذ من هذان الحاكمان الحكمة والتضحية إنهما اللذان لمستُ فيهما الحكمة وضبط الأمور لمصلحة الشعوب هما صاحب الجلالة السلطان قابوس حفظه الله ورعاه والملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه لأنهما حقاً يقدمان مصلحة الشعوب على مصلحتهما والله حسيبهما.

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية