بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

كالطير الذي يضرب بجناحيه


تتقلب عيني حول الكرة الأرضية المحيطة بحياتي أتأمل ألوانها وأتنفس هوائها وأخالط سكانها .. وكما جرت العادة فكياني لا يرتبط بالواقع حيث أنني في عالم منزوي عن معنى الحياة ..ذلك المعنى للحياة وللحيوية أعيشهما في كنف الوهم أستشعر بأنهما واقع لكن حقيقتهما وهم! لا يرتبطان بالواقع بشيء.. قبل أيام قليلة كنت اشعر بمعنى الحياة وأشعر بمعنى الأمل وبمعنى الهدوء لكنها كانت أيام تتقاذفني إلى شط الواقع حيث أنه شاطئ الحقيقة وما كنت عليه كان مركب الوهم, أعددتُ خرائط كثيرة حيث أنني بصدد وتنفيذها, لكن في ذلك المركب الذي تصورته الواقع وليس وهماً ..أحلام تنتحر وتزهق روحها بعد أن هانت عليها بأن تترك الأرض التي أنتمي إليها تركتني كالطير الذي يضرب بجناحيه ألماً ويأن من جوفه حزناً وتتقرح عيناه بكائاً نعم هنت على الأحلام فأصبحت بالنسبة إلي كرمز للأزمات في حياتي كما أن تلك الأحلام بعد قرار الانتحار كانت الورقة الخاسرة في قرارها ॥
هذه الحياة الرعناء حياة تشوبها قناعات همجية وتتخللها تصورات بذيئة إسقاطاتها منحرفة ونظراتها دنيئة هي تلك أعين البشر ..تلك الحياة تجري بما لا يُتوقّع جريانها ..نحن أيضاً نجري بما لا يسمى بالصواب فنصبح مُخطئون خصوصاً عندما نضع ثقتنا في أشخاص هم لا يستحقون الثقة ولا يستحقون قليلاً من وقتنا مخطئون عندما نولي لهم اهتماماتنا وهم لا يتميزون بنظرة ثاقبة إلينا !
لماذا إذاً ننخدع بالمظاهر وبالماديات ولماذا نتصور بأن هناك لا يزال من البشر من ينتمون إلى الفكر والهيبة والخُلق وإلى الأساسيات الحياتية فنتصور أنّ المُلتزم يبدو عليه المحافظة بالشكل لكن تصرفاته لا ترتبط بالشكل بشيء وللأسف أننا ننخدع ونكتشف بأنهم ليسوا بنفس مسارنا فنصاب بخيبة أمل كبيرة بعدما نكتشف بأننا على خطأ بالنسبة للمجتمع عندما وضعنا الشكليات في آخر اهتماماتنا واهتممنا بالمضمون وبالمخزون الداخلي أو إن صح التعبير أخفينا محاسن كثيرة واتقينا الله في أقل الأمور ولم نهتم بنظرة البشر البذيئة وإسقاطاتهم المنحرفة التي ما عرف حقيقتها الكثيرون وما عرفوا بأننا في عصر مخادع بالدرجة الأولى يستطيع كل فرد فينا أن يرتدي قناعاً مُزيفاً بالمضاحكة وبالمودة ولكن النوايا مصلحة شخصية متمثلة في نوايا حقيرة تنطوي إلى مصالح شخصية ॥إنني اليوم أقف على أطرف هذا الجبل الشاهق الذي يحتضن همومي المتكالبة على قلبي المحروم وإنني على وشك أن أنام على الهواء الطلق ليتلقفني الصخر أسافل الجبل لقناعة لدينا بأن نهاية قصة الحياة ترتسم ملامحها على جثة الميّت فإن كان حُسن الخلق وقبيح الشكل مات ووجهه سمح وإن كان سيء الخلق وجميل الشكل مات ووجهه مغموم ..عندما أتذكر كل شيء أتمنى لو أن أنتشل نفسي وأرحل إلى مكان بعيد عن البشر وبعيداً عن الذنوب وبعيداً عن الطموح حياة أخرى بعيدة عن القذرات المتناثرة حولي أعني القلوب النابضة بالخبث والنفاق ,,,والله المستعان

أرشيف المدونة الإلكترونية