بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

الغزو الفكري لأبناء السلطنة ج2

السلام عليكم ..بالطبع كانت لي وقفة مع الغزو الفكري في الجزء الأول قبل حوالي شهر من الآن ولم استرسل في الأجزاء الأخرى لأسباب خاصّة يمكنكم أيها الأفاضل الكرام الإطلاع على الجزء الأول في أسفل الصفحة حيث الرسائل الأقدم لفهم الجزء الثاني :)
ملاحظة : لدي مغزى من وراء العنوان
.................................................................................................................................................................

وبعد أن نجح الأعداء في السيطرة على الدين وتضييق العلوم الشرعية وجعلها محدودة في وسائل الإعلام وفي الصفوف الدراسية جاء دور الإعلام الذي توسّع بالقنوات الفضائية المتنوعة تخلط الحلال بالحرام والشبهات بالحلال ولم يكن غالبية المسلمون قادرون على فهم المغزى من تلك التداخلات لأنهم تقبلوا فكرة التطور كما اشرتُ إليه في الجزء الأول وأيضاً لأن القنوات كانت لغتها الأساسية اللغة العربية والعاملين فيها كانوا ولا زالوا يتحدثون باللغة العربية ما يجعلك تثق تماماً أنّ المادّة المُقدّمة مادة تسعى لتطوير الانسان ومساعدته إلى الوصول إلى الحضارات الأخرى -ظاهرياً - بل إن مغزاهم كان تشويه الفكر الديني لدى المسلمين وإقناعهم بأن العالم الخارجي عالم منفتح ومنطلق بحرية في جميع مجالات حياته وأنهم ليسوا معقدين مثلك أيها المسلم فكانت أول المسلسلات السامة التي تم عرضها هي المسلسلات المكسيكية أو المدبلجة نجحت بقوة في اختراق عقول المسلمين والمسلمات مسلسلات أجنبية مليئة بالمشاهد الخليعة والإنحلال الأخلاقي مترجمة إلى اللغة العربية فقد كانت أفكارها مرفوضة شرعاً بما فيها فهي تدعو إلى العلاقات بين الجنسين وتصوّر لنا بأنّ الحب لا يأتي إلا بعد العلاقة الحميمية بعيداً عن أي ارتباط مقدّس حتى يتسنّى للكلا الجنسين فهم الطرف الآخر ومن ثم بعد سنوات تأتي فكرة الارتباط ولا بأس أن يتم الحمل والانجاب أثناء فترة التعارف! ..لقد كانت تلك المشاهد بالنسبة للمشاهدين تسلية وتمضية للوقت ليس إلّا لكنها في الواقع كانت تنخر العقول وتفبركها وتعيد صياغة التفكير وتؤجج المشاعر وتشعل فتيل التجربة ..حتى أصبحنا اليوم نرى ونسمع عن مسلمون ولكنهم ليسوا مسلمون ..مسلمة ولكن لديها صديق! مسلم متزوج ولكن لديه عشيقة! مراهق ولكنه يزني ! عذراء ولكنها حامل!
أعوذ بالله ..أعوذ بالله ..أعوذُ بالله
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا واقع مؤلم بحق أصبحت ديانة المسلمين في الجوازات وليست في العقيدة ..الحمدلله أن كثير من الناس أصبح لديهم وعيّ كافٍ بالغزو الفكري والكثير من المسلمين بدأوا يدركوا المسالك الرئيسية التي تمرُّ من خلالها الرسائل السامّة التي نجحت في اختراق العقول وزيغ القلوب المؤمنة وتضليل المفاهيم.. خصوصاً حين كَثُرت المسلسلات المكسيكية كثّف رجال الدين التوعية وكانت من أنشط وسائل الدعوة هي الأشرطة السمعية حتى أدرك الناس أنها مسلسلات لا تُغني ولا تُسمن من جوع فأصبحت حركتها غير نشطة ومملة فعمل الأعداء إلى البحث مجدداً عن ما يجذب المسلمون وخصوصاً النساء فبحثوا ووجدوا فكرة جديدة وسهلة في تأجيج المشاعر وتفجير الغرائز فأسهبت كذلك في تخريب القلوب والعقول وساهمت في تغيير السلوكيات حين لمع برنامج (ستار أكاديمي ) الذي نجح وكان صرعة لم يسبق بها احد فجذب ملايين العرب وانتشرت السلوكيات المخلّة بالأداب خصوصاً في مدارس الثانوية تفشت الكثير من التصرفات الغير لائقة بالإسلام حتى أنها كانت مرحلة صعبة أرهقت المعلمين والمعلمات في محاولة للسيطرة على الإنفلاّت الذي تفلّت بعد الانضباط وهو ما يسمى بالانتكاسة واجه البرنامج العديد من الهجوم والصدّ من قبل الشعوب المحافظة حين خافوا على أولادهم من السقوط في هاوية الضياع فبدأ يتقلص فبعدما كان متوسعاً في الإعلام أصبح محدوداً جداً بحمد الله.. فجأة انطلقت صرعة الأغاني والتفسخ والعريّ فأصبحت تندرج في جهازك مئات القنوات الفضائية الغنائية تُبثّ يومياً ألآلف الأغنيات وتمكنت من ترسيخ قناعات مضمحلة في عقول أغلب الفتيات أن تبحث عن الرجل الوسيم وأن الزواج هو الرومانسية واللباس يكون فاضح والفتيان كذلك تصورا أن المرأة هي الجمال فشعرها أشقر وقوامها ممشوق وبشرتها ناصعة البياض .. حتى سمعنا واقعاً كثُرت فيه حالات الطلاق والسبب التصورات التي رسخت قبل الارتباط فانصدم كلا الطرفين بواقع الحياة الزوجية فكثرت المشاكل حتى وصلوا إلى الطلاق والله المستعان ..واليوم عن آخر صرعات الإعلام إنها المسلسلات فقد عادت المدبلجة ولكن بصورة متطورة وجديدة بإسم (المسلسلات التركية) غزو فكري جديد
ثم عالم الفيس البوك وهكذا دواليك .. سأخبركم في المرة القادمة بإذن الله كيف نواجه الغزو الفكري حاضراً ومستقبلاً ..........

حفظكم الله من داء التقليد الأعمى

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية