بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 17 سبتمبر 2010

الفـسـاد الأخـلاقـي يـتـفـشـّى

بعدما تألقت الأرواح وارتقت بالروحانيات في شهر الخير شهر رمضان جاء العيد الذي جعله الله مساحة للبهجة والسرور والعيد نعمة لا يعلم سبب وجودها الكثيرون فكان تصورهم أن العيد هو انطلاق سريع إلى الفرح والاستمتاع بالملذات المحرمة ..وأقول ملذات محرّمة لأن الشيطان يزيّن المنكرات فيبدو أن الحرام أجمل من الحلال والعكس هو الصحيح فالحرام أشدّ فهو يحتاج للصبر إلى عدم إتيانه, والحلال.. أشدّ وأشدّ فهو يحتاج للبحث عنه حتى يتسنى الاستمتاع به براحة بال.. لذا الحرام هو أسهل طريق لضعفاء النفوس ..والحلال هو أسهل طريق للمؤمنين..

في ولايتي الصغيرة جاء العيد عابساً للناس أصحاب الشيّم حين ذهبوا للمنتزه الذي موجود في ولايتي لقضاء أمتع الأوقات بالحلال والترفيه الأسري تفاجئوا بالفساد الأخلاقي وقد تفشّت فيه الفرق المعروفة بالشذوذ والتشبه بالجنس الآخر والرقص الخليع والاختلاط والأغاني الهابطة (تنزه - وعربدة) أهكذا يكون الفرح ؟

أكثر ما يُزعج في هذه المصيبة أن تلك الفرق المشهورة بالانحطاط الأخلاقي أصبحت من التراثيات العُمانية !!
ماذا يريدون القول ؟ هل يودون كتم أفواهنا عن جدال التراث الحديث؟ وهل حقاً هذا التراث الحديث سيرتقي بحضارة البلاد؟ فإن كان التراث الذي عرفه الأباء والأجداد يُحرّك العقول والمواهب فلماذا هذا التراث المستحدث يحرّك القلوب والنزوات والشهوات؟ فمن أين جاءوا بهذا التعريف للتراث هل يُعقل أن التراث يتحوّل إلى تراث تتقزز منه النفس؟

والمؤلم بحق أنّني كلما جئتُ أُخاطب جهة بهذا الشأن محاولةً إيقاف هذه المهزلة كتفوا أيديهم ونظر بعضهم إلى بعض فكان ردهم هو إلقاء اللوم على صاحب المنتزه الذي هدفه من هذا الفساد هو جنيّ الأرباح المادية لسداد ديونه كما كان تبريره لذلك !

ألا يخاف هؤلاء من غضب ربّ العباد فالكوارث الطبيعية ( زلازل وفيضانات وأعاصير وبراكين) التي تحدُث منذ بداية تأريخ الإنسان هي رسائل ربانية إلى الإنسان نفسه وما يحدث هو تنبيه وتحذير من الله لعباده (قل هو من عند أنفسكم)
والجدير بالذكر أن أقوى مثال على غضب الإله من ذنوب العباد هو ما حدث في منتجع آتشيه -اندونيسيا 2004ومنتجعات الدول المجاورة التي أبادتها موجة تسونامي وكلنا رأينا كيف تغيّرت الأرض واستوت \وبقت المساجد شااااامخة/ ..وللتذكير أن تسونامي بدأ بزلزال في قاع البحر ثم اختلط البحر مع البركان في عمق الأرض وثم تحول إلى اعصار حين تحرّك البحر كالجبال إلى الأراضي والشواطئ في غمضة عين غرقوا الناس وتفحّمت جثثهم الجدير بالذكر أنّ تسونامي مذكور في القرآن وحصل لقوم نوح

حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ


ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية