بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 3 أكتوبر 2010

Mr. Terry Jones Welcome

أيها الليل إنك بطيء بشكل مُتعب للخيال
..............
عموماً أيها السادّة والسيدات الكرام :)
هل تذكرون القسيس الامريكي الذي أراد أن ينتقم من المسلمين في ذكرى 11سبتمبر بحرق كتاب الله؟ كان ذلك يتزامن مع عيد الفطر .. ألا تذكرون حين كتبتُ موضوعاً بعنوان (أتريدون حرق كتاب الله) آمُل أن تكون الذاكرة قوية أو أن يكن أحدكم موازي فيما أنوي التحدُث عنه..
ذلك القس الذي أشعل فتيل الغضب قبل يومين من ذكرى11-9 وحين التمس غضب المسلمين –وتلك كانت غايته- تراجع عن حرق كتاب الله ولكنه لم يعتذر

كان يُفترض مني أن أكتب وجهة نظري تجاه تراجعه ولكن في كثير من الأحيان حين أنوي كتابة موضوع قويّ ..أنكفئ على بطني الذي كثير ما أعاني من ألآلامه حين تتأجج مشاعر التأثر للأحوال التي تحدُث حولي ولا أخفي عليكم أنني منذ يومين أُهيئ نفسيتي لكتابة هذا الموضوع المؤلم وعسى أن أنتهي من كتابته بسلام ..



تغيّرت نظرتي تجاه هذا القس الذي شاهدته في مقابلة تلفزيونية يسبُّ المُسلمين ويشتم الله الذي خلقهُ كما خلقنا ويستخف بالقرآن ..لا أبداً لم تكن ردة فعلي مُندفعة كالسابق أو كحال الكثير من أخواني المُسلمين والمسلمات الذين سرعان ما قاموا بنشر رابط (المقابلة التلفزيونية) بعناوين اللعن والشتم والدعوات القاتلة التي تُوحي لِمن يقرأها بأنها ناجمة من غضب ثوري ناهيك عن البعض الآخر من المسلمين تفنن في تصميم صور الهجوم والاندفاع والخط الأحمر..إلخ
الحقيقة أنني تضايقت كثيراً لأن القس كان يتكلم كلام ينبع من حيرته ومن تضارب التساؤلات في رأسه الذي ما وجد لها إجابة فأخذ يؤل لعقله بقناعات خاطئة فهجم على كتاب الله وتوّعد أن يحرقه بدون أن يُدرك أبعاد تصرفه بينما الغريب حقاً أنه كان يتحدث ببرود وعدم مُبالاة وهذه المنهجية في إلقاء المعلومة الساخنة تُسهّل على (المُتلقي المقصود) أن يشعر بالاستفزاز والغضب وبالتالي رغبة الهجوم
\
/
\
/
سأُعبر عن مشاعري تجاه هذا الرجل (القسيس) كرسالة:
السيد جونز أنا مُسلمة أُخاطبك باسم السلام الذي تُناشدوه وباسم احترام الأديان السماوية إنني أحترم ديانتك وأحترم مشاعرك تجاه ضحايا 11-9 ولكن هل يُمكن أن نكون على قدر من الشفافية في الطرح ؟
السيد جونز إنني لا أشعر تجاهك بأي نوع من المشاعر السلبية ولا أشعر بشيء من الضغينة والحقد على ديانتكم بل على العكس جعلني أُتابعك عن بُعد وأحاول أن استقرئ الأفكار التي تُتمتم بها من خلال المقابلات التلفزيونية التي اشتهرت من خلالها وتهانينا لك حصولك على المبالغ الطائلة وراء تلك الحركة الصغيرة التي أثارت غضب مليون مُسلم ^ ^
-سيدي- لا ينبغي أبداً أن ندمج المفاهيم ونتصعّد الأفكار أفقياً بدون تريث فما شأن التحيز و الاضطهاد والقمع ثُم انتقالك إلى الإبادة والحروب فما شأن كُل ذلك لتربطه بديانة بالإسلام !! أيها السيّد أرجو أن تبحث أكثر عن سرّ اهتمام الناس بديانة الإسلام ستجد مفاهيم وتعاليم وأحكام متينة جداً لا تتصل بالاضطهاد البتة ولن تجد في دستور الإسلام شئٌ من القمعية كما أشرت لذلك خلال المقابلات التلفزيونية ..هذا دين اسمه إسلام بمعنى [السلام] أرجو أن تتمعّن أكثر في بؤرة الإسلام في تسيير حقوق المرأة المُسلمة لعلك تدرك أن المرأة المُسلمة مُتحررة ولولا الإسلام لما كنتُ هنا أستنشق هواءُ الحياة ..فلولا الإسلام لكانت كل أنثى عربية موءودة تحت التراب؛ نعم فالإسلام هو الذي حررها من الوأد ومن الجهل ومن الاضطهاد ومن الظلم ويمكنك التدقيق في القرآن لترى شأن المرأة في الإسلام
أما بشأن المرأة السعوديّة فأرجو أن لا نجعل المسائل متشابكة كما أسلفت فما يحدث في الواقع هو نتيجة صراعات حضارات نتيجة العولمة الناجمة من دوافع عميقة وكل ذلك ليس له علاقة بالإسلام ويمكنك أن تفتح صفحة سلام جديدة مع القرآن لتتفحص الإجابات عن التساؤلات الكثيرة التي تعصف بذهنك إني واثقة أنّ الإجابة ستجدها في القرآن وأكيدة أكثر أنك ستعرف سر دفاع الناس عن الإسلام ..شكراً لأنك جعلتني أتعمق في الإسلام وأنتمي إليه أكثر وأكثر ..كُل رجائي أن أراك مُسلماً :)

هناك 8 تعليقات:

فهدالرحبي يقول...

سيدتي/أوافقك الرأي في أن هذا القسيس لم يفهم الإسلام جيدا،ولكن أعتقد أيضا أنه لم يتربى على الفطرة السليمة،فلو عاد إلى صفاء فطرته السليمة لكن شخصا هاديا لا يضل ف معرفة الله..
سيدتي/ربما تعجزنا حماية الدين من أصحاب الفطر العليلة من جنسنا ، فالحل الواضح أن يتقدم أصحاب الفطر السليمة ليؤدوا وأجبهم ..
سيدتي/ إن مشاعر التعصب لجنس من الأجناس ماتت في دمي لاني مسلم ، غير أن التحمس للإسلام وآدابه غلبني في هذة الآونة،إذ أحسست كأن التضحية بالمسلمين بعض ما تكنه السياسة الدولية في ضميرها الملوث! وبعض ما تسخر له أتباعها وأذنابها في ربوع بلاد المسلمين لشغلنا والتأثير على فكرنا وعاطفتنا..
وصدق من قال:((الناس رجلان:رجل نام في النور،ورجل استيقظ في الظلام))!!
على أمل أن تصحى الأمة من سباتها

رحمة الهاشمية يقول...

الفاضل /فهد الرحبي
تحية طيبة.. أما بعد:-

إنني أتعمد أن أترك فراغات في الموضوع وأراك دائماً تسد معضمها من خلال تعقيبك الذي يحقق ربط وجهة نظرك مع الموضوع ليُصبح مُتكامل

هي القضية في أمرين
الأول:-
المفاهيم باتت منقلبة الموازين والتأويلات والتصريحات يشوبها الغموض أي أنها مُغرضة

الثاني:-
هي دعوة للمسلمين لإعادة حساباتهم وحين أثرت يا أخي مسألة حماسنا في التشبث بالأحكام دلّ ذلك أنك وصلت لما أصبو إليه هي مرحلةالوعي والإدراك

شكراً لوجودك هُنا

أحمد الغافري يقول...

مساء الخير، أختي رحمة

بالمناسبة، الرجل قال صراحة في إحدى المقابلات أنه لم يقرأ القرآن ولا يعرف شيئا عن محتواه، وعندما قال أن الكتاب بالنسبة له (غير مقدس) فهذا صحيح، هو غير مقدس له، وكل ما يراه هو أن مجموعة من المتطرفين يرتكبون أفعالهم الحمقاء بحق أخوانهم في الدين وبحق البشر وهم يقولون أن (القرآن) يأمرهم بذلك... كنت في الولايات المتحدة، أثناء مرور الذكري السادسة على التفجيرات الإرهابية، أكرر (الإرهابية) في 11 سبتمبر، وحضرت أمسية في إحدى الكنائس في الصف الأمامي، وما قيل وقتها عن الإسلام من قبل المحاضر راااائع وكان ردود أفعال الحاضرين أثناء مناقشتهم إيجابية جدا.. واقتربت كثيرا من المجتمع الأمريكي وهو شعب صادق إلى حد كبير، أكثر من ملايين المسلمين.. جونز أراد أن يحرق مجموعة أوراق تسمى مصدف، لكن القرآن وكلام الله ودين الله أعظم من الك الأوراق، وبالتأكيد، حرق المصحف أهون من قتل وذبح الأبرياء فقط لأنهم نصارى سواء كانوا سياحا أو عمالا أو مبشرين في دولة عربية أو مسلمة.. جونز حقق ما أرداه وهي الشهرة.. جونز لم يفعل شيئا اسوأ من دعاة قتل أخوانه في الدين لاختلافهم معهم في المدرسة الفقهية أو ما يسموها (مذهب)!

تقبلي مروري.. استمري..

رحمة الهاشمية يقول...

المتميز أحمد الغافري

تعقيبك ملئ بالروعة والمصداقية وأهنئك على تحقيق التعايش الحضاري
بين ذاتك والمجتمع الغربي وبين كُل ذلك ووعروبتك حضورك أمسيّة بمناسبة 119 يعني الكثير من المعاني الواقعية يعني عدم اقتناعك بتلك الكارثة ويعني انتمائك للإنسامية ويعني توسعّك وبحثك عن الحقيقة الغائبة وجميل جداً أن تنقل صورة ايجابية عن واقع الشعب الأمريكي ليتسنى للمسلمين معرفة ما جهلناه

ولكن سؤال مهم للغاية لماذا لا ينقل الإعلام الأمريكي تلك الأنشطة المُهمة جداً بصورة واسعة كانتشار خبر حرق كتاب الله ؟

هذا ما نُعانيه حقاً تظليل وضبابية الحقيقة ..ثم إنّ هذا القس على ما يبدو أنه مُكفّل لخلق بلبلة إعلامية لإثارة غضب المسلمين

هكذا أنظر للجانب الإعلامي فما رأيك ؟

فائق احترامي لتواجدك هُنا

أحمد الغافري يقول...

مرحبا رحمة.. تحياتي لك..
أعتذر لتأخري في الرد، إنشغالي هو السبب.. أحاول إعادة ترتيب جدولي دون فائدة، أعيش (فوضى خلاقة).. خلاقة إلى حد ما!

وانا اقرأ سؤالك، تذكرت مقال للكاتب الكبير سمير عطا الله، أرجو أن تقرأيه في صحيفة الشرق الأوسط بعنوان (المهرج الذي خطف أمريكا).. ستجدينه في مجموعة مقالات الأستاذ سمير عطا الله، وهو كاتب للأمانة، لا يمكنني أن أكون أن أفتح يومي بغير قراءة عموده اليومي..

يعيش معي في غرفتي منذ حوالي سبعة أشهر شاب هندي لا أعرف ما ديانته، ربما هندوسي او بوذي، لم اسأل ولا أعرف الفرق بينهما، نحترم بعضنا ولم اسأل عن ذلك، صام معي رمضان الفائت ورفض أن يفطر قبل الأذان، أيقظني أكثر من مرة لصلاة الصبح.. والسبب، أني أحترمه وأقدره بغض النظر عن دينه، ورفض العيش مع جماعته او الانتقال وقالها بالحرف الواحد (لا يمكنني أن أعيش سوى مع أحمد) تعرفين لماذا؟ يفعل التقدير والاحترام أكثر مما يفعل الإرهاب والاضظهاد.. في المقابل هنا اشقاء عرب على خصام بسبب انتمائهم لمذهبين مختلفين!!!

فتحت لي الباب بتدونتك الأخيرة لإثارة قضايا، أحاول بصدق الابتعاد عنها ..

كوني بخير دائما..

أحمد الغافري يقول...

تعليق فيه شيء من الأخطاء المطبعية.. كتبت تعليقي على عجلة.. سامحوني

رحمة الهاشمية يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
رحمة الهاشمية يقول...

أهلاً بك أخي الكريم

لا بأس ألتمس لك العذر وعافاك الله من الفوضى - هي مسألة تنظيم وترتيب أنصحك أن تجتهد فيهما ستجد نتائج مثمرة لحياتك -

أيها الفاضل/

كلامك واقعي جداً وأنت نموذج جميل في إتقان فن التعايش الحضاري وبالفعل قد يكون التجانس البشري موجود لكن يفتقر للتعايش والانسجام

شكراً لوقتك الذهبي ..رفع القلم ولا عتاب على الأخطاء عند الزلل ^ ^


ما خطبك مع تدوينتي الأخيرة هل تعاني من حساسية انقلاب الموازيين؟ :)

دمت بخير

أرشيف المدونة الإلكترونية