بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 24 يناير 2011

رحيل إلى وطن



رغوة الشاي الهائج على اللهب جعلني أتذكر ابتسامتك الحزينة وأنت تصنعين لي كوباً من الشاي الساخن كل ليلة رغم كُل الأسى المزروع في خاطرك إلا أنكِ تُحبينني وتبتسمين لي ومهما طبعت الأحزان حكاياتها على شفتاك إلا أنكِ تبتسمين وترغبين في إدخال السرور إلى خاطري .. تنتابني الآن هواجس صامتة تتقاذف بنفسها في جوفي كلما تذكرتُ رحيلك ..وإذا بوشاح الصمت يسدل على روحي ليُغطي فاه تلك الهواجس الصاخبة استشعر بانسيابية الوشاح وهو يكسو كيان روحي وأنا أنطوي أكثر إلى ذكريات ترويها سيمفونية الألم أستمتع بسماعها فهي جميلة ولكنّ الرحيل اقتنى لها معزوفة تجعلني غارقة في الرؤى وأحلام اليقظة..لقد رحلتي إلى وطنك ..لقد ذهبتِ حيث الهدوء ..لقد غاب طيفك بين الزحام ..
شجوني تبكي وأنا أعيش تفاصيلها أيقظني فوران الشاي الهائج على اللهب أطفئتُ اللهيب والدموع تحرقني على الخدود وسكبتُ الشاي وانكفأت الخواطر والأفكار بازدواجية عمياء لا أدري فيما أفكر وماذا أشعر ..كأن روحي غائبة ..
ترنو إليّ أصوات تجبرني أن أنتشل نفسي من الوشاح المكسو على الروح فأتأمل أعينهم تتحرك أهدابها بحركات الشفاه لا أسمع أصواتهم وكأن عقلي فاقد الوعي ولكن ملامح وجوههم تجبرني أن أهمهم لأقول أبياتاً متعثرة :
قد كانت لكُم شمعة تُضئُ لكمُ المكان
فلماذا الظلام بعد رحيلها إلى الوطن؟
بأرواحكم قسوة لا يحتملها الإنسان
حرمتم روحي طيفها أعماق الشجن
يجعل الدمع نازفاً على مداد الزمان
يروي الحنين حُبها وفي الفؤاد قد سكن
حدّقت أعينهم فيني لترسل نظراتهم شرر يتطاير منه العنف وتتبعثر أعضائهم تستصرخ غضباً وثورة قائلون أن في حنايا الروح تغلغلت الهواجس الصاخبة والحزينة فانتشلتُ نفسي لأخذ كوب الشاي الساخن ومضيتُ تاركة ورائي سيناريو لرحيل إلى وطن..دعوني أتجرع سخونة الشاي لتشاطر جزيئاته خلايا كياني الحزين

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

الجاسوس الذي أحب اسرائيل

هذه حقيقة الفرعون الكرتوني الذي يحكم مصر الكنانة.. اصح يا مصر

http://boukerchmohamed.unblog.fr/2010/01/31/1610-28/

أرشيف المدونة الإلكترونية