بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 15 يونيو 2011

إلى مَنْ يستخفّون بعقول العُمانيين



لا أدري لماذا يستخفون بعقول العُمانيين وينحنون بتفسيراتهم إلى منحنى عكس مسار رأي المواطن العُماني فإن ذهب رأي المواطن العُماني يميناً اتجه رأي الإعلام يساراً !

على سبيل المثال "المنخفض الجوي العميق" وفي مصطلح آخر "منخفض جوي مداري" الذي ظل يعصف في بحر العرب مُحيّراً أربع دول (الهند – باكستان – إيران – عُمان), في حين كان توجههُ إلى الساحل الهندي مع توقعات واحتمالات " لانحرافه إلى سواحل السلطنة" وبقية الدول! بسبب قدرة الله أولاً ثم بسبب حركة الرياح وعوامل شدة الحرارة والرطوبة, والذي أثار العجب في نفسي هو استهجان الأرصاد الجوية من الضجة التي يُحدثها الرأي العام من الشعب العُماني في البحث والتقصي عن المعلومة "الدقيقة" عن تحرّكات هذا المنخفض المداري, ففي برنامج هُنا عُمان تحدّث حامد البراشدي بدرجة خفيفة من الانفعال قائلاً : أنه لأول مرّة يتم متابعتنا لعاصفة مدارية بمحاذاة الساحل الهندي بعيدة عن السواحل العُمانية " نزولاً إلى رغبة الشارع". وأكد من خلال كلامه الأخير بسؤال تفسيري: ماذا يعني عاصفة مدارية بمحاذاة الساحل الهندي؟ فأجاب: يعني عدم تأثر السلطنة " مباشرة " بالعاصفة وختم كلامه أتمنى غلق هذا الملف .

وأنا أستمع لحديث البراشدي ضحكتُ من انفعال الأرصاد الجوية (وشر البليّة ما يُضحك) يبدو أن البراشدي في تعب بسبب تأكيده عشرات المرات على عدم تأثر السلطنة بالعاصفة المدارية والمتعب أكثر هي أحاديث العُمانيين المتداولة بين بعضهم (جاء الإعصار – اقترب الإعصار ..انكمش الإعصار .إلخ) ضاربين بعرض الحائط بيانات الأرصاد الجوية !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على العموم أشكر البراشدي على التغطية المستمرة لمستجدات المنخفض المداري والحمد لله أن المنخفض الذي تحوّل إلى عاصفة مدارية قد تراجع وأصبح بمنأى عن عُمان وفي مأمن من اقترابه..!!!

لكن ماذا بعد تراجع العاصفة المدارية؟
الإجابة على السؤال تُحتّم تحديد بؤر الأخطاء ويُحتّم كذلك تغيير أسلوب التجهم والاستخفاف بعقول العُمانيين وكأنكم لا تعرفون ما هي دواعي قلق الشعب العُماني! وكأنكم لا تعرفون لماذا لا يثق الشعب العُماني بالمعلومات التي ينقلها الإعلام العُماني ؟! وكأنكم تبرؤون أنفسكم من الطريقة المعهودة في تغطية مستجدات عاصفتي (جونو – فيت) ؟! هل يمكن للشعب العُماني أن يثق مجدداً أنّ العاصفة لن تقترب من السواحل العُمانية؟!












في حين أنّ السنوات الماضية كانت الأرصاد الجوية (العُمانية) تشاهد اقتراب العاصفتين ولكنها تُرجح انحرافها في حين أنّ الأرصاد الجوية العالمية تؤكّد اقتراب العاصفتين المداريتين من سواحل السلطنة وللأسف بعد فوات الأوان يتم إصدار بيان للحكومة للتحرك الطارئ والإجراءات الأمنية في أقل من 24ساعة وإن زاد 48ساعة !! وذلك عندما تقتنع الأرصاد الجوية من دخول العاصفة إلى سواحل السلطنة.
في عاصفة جونو نتيجة هذا الخطأ ( التباطؤ ) كانت الخسائر المادية وخيمة وصدمة نفسية كبيرة والنتائج لم تُحمد عقباها غير ذلك وقوع ضحايا وإزهاق أرواح بشرية!
وفي عاصفة فيت رفض عدد من الأسر العُمانية عملية الإجلاء من "جزيرة مصيرة "
وهذا ما عرقل المهمات الأمنية وسبّب ربكة أمنية لضيق الوقت وصعوبة إقناع القاطنين في جزيرة مصيرة والجهات الأمنية وما بعد إعصار فيت تخلّف ضحايا وإزهاق أرواح ! في المناطق المجاورة الشرقية – مسقط - مصيرة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وبعد ما جاء في أعلاه أقول من حق الشعب العُماني أن يتابع الأحوال الجوية بكل شفافية - حتى وإن كانت الاحتمالات بعيدة التوقع - فهذه ظاهرة محمودة فهي تدل على الحرص والوعي لدى الشعب العُماني لا على الهمجية والعشوائية। وأرجو من الحكومة أن يتعلموا من أخطاء السنوات الماضية وأتمنى أن لا يتم إعلان بيان التحذير في وقت متأخر أو حرج حفاظاً على روح المواطن العُماني وممتلكاته الخاصة, وأرجو من الأرصاد الجوية أن تُقدّر وضع الشعب العُماني الذي يطالب بحياة مستقرة.






وأقولُ للأرصاد الجوية المحلية الوقاية خير من العلاج






[أن تأخذوا الحيطة والحذر ولا يحدث شيء؛ خيرٌ من أن يحدث مكروه - لا قدر الله - ولم نأخذ الحيطة] وعلى هذا يجب أن تكون هناك ثقة كبيرة بين الجهات المعنية والشعب العُماني والعكس صحيح ,لنكون يد واحدة لأجل هذا الوطن।

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية