بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 24 سبتمبر 2011

الدافعية




تأملات تجعل القلم يقف عند أول فكرة يبتدئها الفكر حول التأمل في عجلة الحياة التي لا تدور إلا بالدافعية أي بالطاقة أو بالسبب والمسببات أو بالقوة الداخلية أو بالقوة الربانية .. الدافعية تكاد أن تكون مفقودة في حياتنا وفقدان هذه الدافعية يؤثر كثيراً في علاقاتنا الأسرية والاجتماعية والمهنية .. فهل يمكن للطالب أن يستكمل الدراسات العُليا وليست لديه دافعية تدفعه للعلم؟ فإذاً الدافعية لهذا الطالب تكمن في الطموح والأهداف..كما أنّ الزوجة التي تُكرَّه على الزواج تشعر بعدم وجود الدافعية التي تدفعها لتكريس وقتها وضميرها لإرضاء زوجها ما دامت المودة مفقودة فإذاً لن تستطيع إرضاءه وتقبّل العيش معه ولن تستطيع الإخلاص له لأن الدافعية في العلاقة الزوجية هي المودة والحُبّ .. وكذلك لا نستغرب ممن يتشاءم في الحياة فهو لا يتمتع بدافعية التفاؤل والأمل فنلاحظ أنّه متشائم وأرائه متشائمة لأن الدافعية في حياته هي التشاؤم لذلك يرى الأمور بنظرة فشل مهما تطورت الأمور فعنده لا تتطور.. فإذاً شخصية المرء وسلوكيات الفرد تكون مبنية على القواعد الأساسية في حياته المتمثلة في القناعات وهذه القناعات هي مَن تخلق الدافعية في سلوكياته وتعاملاته بينه وبين الآخرين.. وسبحان الله نلاحظ بأنّ المطر لا يسقط بدون سبب من الله السبب المتمثل في الاستغفار من العباد إلى الله ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً) فبمقدار الأعمال الصالحة يكرم الله العباد فإذاً الأمطار تنزل بأمر الله عز وجل والله وجعلها سبباً دافعاً لسقوط المطر فإذا ما استغفر العباد كلما قلت الأمطار وإلا لماذا لا يستطيع العلم والتقدم التكنولوجي إسقاط المطر في أي أرض؟! وفي أي وقت؟! ذلك لأن الله جعل أسباباً لنزول المطر.
وبما أنّ الدافعية هي التي تقرر مصير النتائج إن كانت إيجابية أو سلبية فالبذور الطيبة تُخرِج ثماراً طيبة لأن الأساس طيّب وهكذا تكون حياة الإنسان إذا كانت طفولته سليمة ومتوازنة صارت قناعاته متوازنة ومنطقية لان التربية الأسرية كانت دافعية له بشكل صحيح ومتوازن وإذا ما كانت طفولته سيئة وعنيفة صارت لديه قناعات خاطئة وعدوانية لأن التربية الأسرية كانت دافعاً سلبياً لتكوين سلوكياته وقناعاته.. ومن جانبٍ آخر فإنّ الظروف القاسية أو المشكلات الحياتية تكون دافعاً لتكوين شخصية إنسان ناجح لأن لديه دافعية قوية أو هدف سامي أو إيمان بالله قوي وأحياناً العكس الظروف الحياتية وصعوباتها تكون سبباً ودافعاً رئيسياً لفشل الإنسان وهنا أتذكر مشاهد تحطم بعض السفن في محيطات البحار ولنا مثال في السفينة العملاقة التي غرقت في عام 1912 الروايات تروي أن بعضاً من الركاب ألقوا بأنفسهم من ظهر السفينة قبل غرقها فدافعهم كان هو الخوف الهستيري والبعض الآخر تشبثوا بطوق النجاة فكان دافعهم القوة للبقاء على قيد الحياة ولعلها فرصة لتأمل عبارة السلام التي غرقت في عام 2006 روى أحدهم أنه ظل يصارع الموت والظلام والموج والبرد القارص 72 ساعة وأتصور بأن دافعه كان الإيمان بالله والأمل بالحياة وكانت النتيجة هي وصوله إلى الشواطئ وهو على قيد الحياة ..وأختم بأنه يجب أن تكون لديك أسس وقواعد حياتية قوية تتجسد في قناعات صحيحة ولابد من دراسة قناعاتك كلما تطورت الظروف وأوضاعك الحياتية لأن المبادئ تتغير بتغير البشر وبتغير الزمن وأيضاً قناعاتك لابد من تجديدها, إلا ثلاث أسس ومبادئ ثابتة ولا تتغير المبدأ الأول: الأحكام الشرعية (فعل الحلال وترك الحرام) في جميع الأحوال فما هو حرام فهذا مبدأك أن يكون ممنوع اقترافه وعدم الاقتراب منه وليكن شعارك ( تلك حدود الله فلا تقربوها) المبدأ الثاني : القوانين الجزائية لا تتعداها في أي بلد بحكم أن القانون لا يحمي المغفلين فاحترم تُحترم ولا تكن كذاك الشاب الخليجي الذي سافر لإحدى الدول الأوروبية ولم يحترم قوانين الدولة لتلك البلاد فرفس كلباً استحقاراً واستهزاءاً فغضب عليه أصحاب الكلب وجاء رجل الأمن وتم اعتقاله ثم تم طرده من تلك البلاد لأن القانون عند أولئك القوم أن يكون الكلب حيوان مُقدّس عندهم فمن لا يحترم لا يُحترم .. المبدأ الثالث : هو أخلاقك في تعاملك وفي أقوالك .. وهكذا تكون الدافعية مبنية على ثلاث قواعد متينة تجعلك منطلق في هذه الحياة بروح جميلة ومتفائلة .. والله ولي التوفيق

أرشيف المدونة الإلكترونية