بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 22 يوليو 2010

فتاة ال ٣٠ ... أنتِ عانس!





هموم اجتماعية إما أن تؤخذ مأخذ الجدية

ويتم التوصل لنتائج ايجابية أو أن تُهمل

ويمضي بها الزمان وهي مرم ّ ية في دهاليز

النسيان وينتج عن تجاهلها الضحايا

والهموم.. تماماً مثل ظاهرة العنوسة

أو تأخر الشباب عن الزواج باتت ظاهرة

حساسة للغاية لكنها لا تجد من يمسك

بها ممسك الجدية؛ فأفراد المجتمع غالباً ما

نجدهم يتقاذفون المسؤولية على غيرهم

لعوامل أُخرى.. كغلاء المهور أو قلة فرص

العمل وعلى كل حال دعونا نناقش هذه

القضية ونستقرئ الآراء بمن فيهم رأي

الأخصائية الاجتماعية (أ.فاطمة العبرية)

لتوضح لنا مدى قبول المجتمع لمصطلح

والدور المهم الذي يجب أن « العنوسة يتحقق من تلاشي هذه الظاهرة.

في » :( تقول الأستاذة (فاطمة العبرية

البداية لا يُح َ بذ استخدام مصطلح

العنوسة على من تأخر زواجها لأنه قد

يؤثر نفسياً عليها أو حتى اجتماعيا من

حيث عدم تقبل الآخرين للزواج منها..

فليس هناك تحديد سن معينة للزواج

وليس منطقياً أن يُقال على من تتعدى

سن

٣٠ عاماً بأنها عانس نظراً لأن لكل

شخص له ظروفه الاجتماعية التي

تُهيئه للزواج أو تمنعه، والمسئول عن ذلك

هو

النظرة السلبية من المجتمع؛ لذا أناشد
المجتمع بضرورة تغيير نظرتهم، فليست

المشكلة في السن المناسب للزواج إنما من

سيكون أهلاً لهذه المسؤولية. ونطالب

المجتمع بالزواج الجماعي وعدم المغالاة في

المهور وندعو وسائل الإعلام للتصدي لهذه

.« الظاهرة لما لها من دور كبير ومؤثر

ومن ثم توجهنا إلى عامة الناس لنأخذ

آراءهم، وكان منهم (خالد) - ٣٢ عاماً -

نظرتي للعانس نظرة عادية » : متزوج يقول

جداً، إنسانة تنتظر رزقها والصبر ليس

عيباً، والرسول عليه السلام أمرنا بالرفق

بالقوارير، وأرى أن الرجال لا يتناقشون في

مثل هذه المواضيع، بينما يكثر تداولها من

النساء بل حتى فتيات العشرين يخضن

في هذا الحديث، وأرى أن العنوسة تتناسب

.« مع سن الأربعين عاما ً

العنوسة » :- وتقول (دانة) - ٢٥ عاماً، عزباء

مشكلة اجتماعية وقد تكون مرضا

اجتماعيا بسبب بحث كثير من الشباب

عن المرأة العاملة كشرط أساسي للزواج،

نظراً لصعوبة تكاليف المعيشة في

وقتنا الحاضر وقلة الرواتب تجعل الشاب

لا يحتمل تكاليف الزواج وإن قرر الزواج

فإنه يبحث عن صاحبة الجيب -الموظفة-

.« وبالتالي العنوسة تزداد

أما (زينب) - ٢٥ عاماً، عزباء- فتقول:

العنوسة ليست في محلها لأنها نابعة »

من البؤس، والمجتمع هو المسئول الأول

والرئيسي عن هذه الكلمة وهو الذي

سمح لها بالسيطرة على انتشارها بين

.« أفراده

وأخيراً نقف مع (شمساء) - ٢٨ عاماً، عزباء-

أوجه كلمتي للمجتمع » : حيث قالت

وأقول رفقاً بالقوارير، ولا تلقوا عليهن

اللوم، فمن لم يُق ّ در لها الزواج فحظها

مقسوم ولا يحق أن تُساوى مع من تسبب

بحرمان نفسها من الزواج، والمجتمع هو

المسئول عن هذه الظاهرة التي لها الأثر

البالغ على نفس حواء، ويُفضل مصطلح

عزباء، فهو أحق وأكثر مراعاة للمشاعر

من مصطلح عانس.

نتيجة لما تقدم.. أرى أننا ننشغل بنقر

الهموم وتقليب المواجع رغم أن الحلول

بأيدينا، فالكل يرفض مسمى العنوسة

فهو غمامة مسمومة ُ تمطر التشاؤم على

قلوب ترجو التفاؤل بأيام رمادية اللون باتت

ساعاتها لا تشرق عليها كلمة طيبة،

فما رأيكم أن نصافح الذات باتخاذ منطقي بعيداً عن الكبرياء ينتج أفعال جماعية لنراها صغيرة فنستيقظ

يوماً وإذا بهذه الظواهر قد تلاشت مجتمعنا؟

لذا نناشد المجتمع باتخاذ بعض الخطوات

التي تحول دون ازدياد أعداد الشباب

والشابات بدون زواج، ولنخفف الضغط

الذي سببه تغير نمط الحياة في بعض

أروقة المجتمع. ومن هذه الخطوات:

الزواج الجماعي: الذي يضمن عدم تكلفة 􀀄

الشاب بكثير من المادة، وفيها تظهر روح

التعاون بين أفراد المجتمع، وتتحقق الغاية

وتختفي أو تخف الظاهرة.

المهور المعقولة وعدم المغالاة فيها: كما

􀀄

أشارت إلى ذلك (أ. فاطمة العبرية)، فنظرا

لحالة تدني فرص العمل وعدم توفر المادة

مع زيادة متطلبات الحياة، كان لزاما علينا

أن لا نضع العوائق وأن نيسر الأمور وأن

نمنع انتشار العلاقات خارج نطاق الشرع

الحكيم، وتذكروا أن أقله ّ ن مهرا أكثره ّ ن

بركة.

وأخيرا على الشباب أن يلتحفوا القناعة

كما أشارت إحدى الأخوات وعدم التركيز

:î على الموظفات، فقد قال الحبيب

.« فاظفر بذات الدين تربت يداك »

وعسى أن نرى تكاتف الشباب مع

بعضهم، وأن نرى تفهم الأهل لمتطلبات

بناتهم وأولادهم، وأن تُزال هذه العوائق

التي لا تكون إلا سببا في فساد المجتمع

وانحداره إلى مستنقع تغيب فيها الأخلاق

الفاضلة.

ليست هناك تعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية