بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 13 سبتمبر 2010

لماذا تصرخ النساء بهستيريا




مساؤكم /صباحكم بهجة وسرور


هل تشاهدون الصورة المعروضة أعلاه؟ ..حسناً وهل تعرفون لمن تكون؟
إنها روضة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وللأمانة أن من يزور روضة المصطفى لا يشاهدها كما في الصورة أعلاه بل كما الآتي :-
..............................................................................
.....................................................................

موجود جسده الشريف عليه الصلاة والسلام خلف هذا الحاجز الذهبي وحين تزور المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية تغمرك السكينة والطمأنينة فالهدوء يعمُ المدينة رغم كثرة الحركة ورغم ازدحام البشر وحين تدخل المسجد النبوي ينتابك شعور غريب ممزوج بين العبرة والحنين وبين القشعريرة والراحة النفسية تتجاذب مشاعرك إلى أين لا تدري فقط ما أعلمه أنك تود لو تبقى هناك بعيداً عن الدنيا وبعيداً عن البشر بين العبادة والصلاة على الحبيب محمد ...
أذكر في المرّة الأولى لزيارتي لروضة المصطفى كنت وكأنني في حُلم لستُ مستوعبة أنّ الذي تعلمانه عن حياة رسول الله سألتمسهُ بواقعية كنت حين أخطو خطواتي نحو الروضة كنتُ أهلوس كهلوسات العاشقين فأتأمل الأرض التي أمشي عليها فأقول تُرى هل كانت خطوات الرسول هُنا أم ..هناك أم .. حيثُ أنا الآن؟ دخلتُ إلى ساحة المسجد وقدماي أكاد لا أشعر بها شوقٌ وشغفٌ لرؤية مكان وجود الرسول صلى الله عليه وسلم حين وصلتُ إلى مساحة تأتي بعدها الروضة كانت هناك مشرفات ينظمنّ سير الجاليات والجموع النسائية -حسب الدول- منعاً للإكتضاض أو التدافع العشوائي وبين شغف الوصول وبين اللهفة كانت أصوات النساء تتعالى تعبيراً عن مدى حبهن للمصطفى عليه السلام رغم أن الله قد أوصانا باحترام مقام الرسول عليه السلام حياً وميتاً وذلك بضرورة خفض الصوت تقديراً لشخصه الكريم وبينما جاء دور دول الخليج دخلنا؛ ففقدتُ مشاعري وانهمرت دموعي وكتمتُ صوت نحيبي أيعقل بإن الرسول هُنا؟ فتذكرتُ أنه يوم مّا سينتظرنا عند حوضهِ ويتباهى بنا الأمم إنه ينتظرنا بشوق عارم ولكن ماذا قدّمنا لديننا ولنبينا ماذا فعلنا بأنفسنا من ذنوب وتقصير تجاه خالقنا وتجاه رسول الله ..وابتغاءاً لأجر الله كانت السنة الصلاة ركعتين لله ثم الانصراف من البوابة الأخرى المؤدية لخارج المسجد بكيتُ كثيراً على نفسي كيف أنني جئت زائرة لرسول الله وأنا مليئة بالتقصير ولم أفعل شيئاً له وهو الذي ضحّى بحياته من أجلي وأجلك حتى آخر لحظه من حياته وهو على فراش الموت كان يوصي بالنساء خيراً فأحببته أكثر وأكثر
............................
ومضت السنوات وعزمنا للمرة الثالثة على زيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي لهذا العام فكانت رحلتنا بتأريخ 23-6 -2010 وقبل السفر بأيام وصلني ايميل رائع جداً عن اللحظات الأخيرة من حياة الرسول كان متسلسل في سرد الأحداث ببساطة وجمالية تجعل قلبك يرقّ إن لم تدمع عيناك فقمتُ بإعادة إرساله لجميع من في القائمة كإهداء لهم مني بمناسبة اشتياقي لزيارة روضة الحبيب المصطفى ولم أكن أعلم إن كنتُ سأعود مجدداً إلى الحياة فقلت ما أطيب أن يكون آخر ايميل مني هو عن الرسول صلى الله عليه وسلم
...................................
وتوجهنا بحمدالله إلى مكة المكرمة وبعد أيام شددنا الرحال إلى المدينة المنورة حيث السكون والأمان النفسي استيقضنا صباحاً وتوجهنا حيث روضة الحبيب قبل اغلاقه فأوقات الزيارة محددة حين جاء دورنا للدخول كنتُ مشتاقة جداً للسلام على رسول الله كنت منشرحة أكثر من المرتين السابقتين لكن المكان كان مكتظ والنساء تصرخ بهستيريا إزعاج يجعلك لا تستطيع التركيز في الصلاة على النبي بكيتُ لأن الجموع كانت تعتصرني من شدة الزحام ولأن الأصوات تجعلك تأسف على حال النساء كيف يخالفن أغلب ما يأمرنا به الإسلام حاولتُ الصلاة ركعتين كان التدافع خانق الأنفاس
جاءت أختي تسألني: هل صليتي؟
فقلت مخنوقة العبرة: أين أصلي؟

فقالت: خذي مكاناً ولو صغيراً وانتهزي الفرصة.
حاولت البحث عن مكان وأنا أقف في مكان فرشتُ السجاد وإذا بجالية متشددة تدخل بعنف جعلتني أبكي لا أستطيع الحراك فكم من كوع نخر جسدي وكم من صرخة خرقت أذني ..يا إلهي هل هكذا يكون التعامل مع الأنبياء عند زيارتهم؟
عدنا مجهدين إلى الشّقة أنا وقريباتي فاستقبلنا أخي عند الباب بسماحة وجهه وابتسامته المشرقة

قائلاً : هل أسعفكم الوقت للزيارة ؟.. بينما أختي تضع أغراضها على الكنبة
قالت وهي مبتسمة: اسعفنا الوقت بحمدالله ولكن الروضة كانت مزدحمة والتدافع فيها مرعب
..أما أنا فدخلتُ الشقّة فصافحت أخي ودخلتُ مُلقيّة بجسدي المرهق مستلقية في السرير ومستمعة جيدة من هول ما رأيت, بينما زوجة أخي تدخل ورائي موصدة الباب خلفها وهي متأسفة قائلة لزوجها: لا ندري ما هذه الثقافة التي يُثقفّها مرشدون الحملات للمعتمرين؟ لدرجة أننا لم نصلي عند الروضة إلا خارجاً ناهيك عن الصراخ والأصوات النسائية المرتفعة ..أطرق أخي رأسه مستفكراً ثم
قال: أتعجّب لماذا تصرخ النساء عند الفرح وذروة الروحانيات؟! ثم قال : أتصدقون ليس في قسم الرجال شيئاً مما يحدث لديكن على العكس تماماً تنظيم ..والأرض منبسطة ومتسعة وكانت الأجواء تساعد على الدعاء والتأمل حتى أنني ذهبتُ أنا وابنتي في نفس الوقت الذي ذهبتن فيه وعُدنا قبلكن!

كنتُ أستمع للحوار وأنا أبحث عن إجابة شافية لماذا تصرخ النساء بهستيريا فما دريتُ بنفسي إلا وقد ذهبتُ في سبات عميق.

هناك تعليقان (2):

قويدر أوهيب يقول...

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

إضافة للمتعة التي شعرت بها و أنا أطالع كلماتك شعرت بالغيرة منك .فأنا لم يتح لي لا حجة و لا عمرة رغم أني في الثالثة و الأربعين من عمري.
أختي الكريمة لقد طمعت و أنا أقرألك بأن تدعي الله من أجلي بأن يعجل بزيارتي لهذا المقام الطاهر.

تحياتي و احتراماتي.

رحمة الهاشمية يقول...

وعليك من الله السلام ورحمته وبركاته

أهلاً بك أخي (توفيق التلسماني) ..استبشر خيراً بإذن الله استقرئ من كلماتك الشغف ولا بأس عليك فما كان الله ليأخذ من المرء نعمة إلا ويستبدله بنعمٍ كثيرة وما كان الله ليعطي نعمة إلا أخذ منه نعمة من النعم وكله إبتلاء للإنسان أراك تستحقّ الدعاء في ظهر الغيب



أتمنى أن تكون هنا دوماً

كن متفائلاً فالخيرُ أمامك

أرشيف المدونة الإلكترونية